اللفاح او تفاح المجانين

اللفاح نبتة متوسطية.

تمتد سطحيا على الأرض، وليس لها ساق. أوراقها تحمل تجاعيد ورقة الخس، لكن بخضرة أعمق من خضرتها. ثمراتها تنتثر بين الأوراق مثل طابات صغيرة، تبدأ خضراء لتنتهي صفراء برتقالية ذهبية، ذات رائحة ثقيلة مدهشة.
أما الجذور فكبيرة وتصل إلى نصف متر في حجمها، وتحتاج إلى جهد كبير لاقتلاعها. وتبدو أحيانا كما لو أنها تشبه جذع الإنسان مع ساقيه.
أغلب الناس لا يعرفون ما هو اللفاح. لكنهم يعرفون النبتة باسم (تفاح المجانين). كان الصغار يغنون في الماضي للفاح من دون أن يعرفوا ما هو اللفاح:

لاعبونا ع التفاح
وع اللفاح
يا قلايد يا ملاح

وتنتشر الأساطير حول هذه النبتة وثمرتها. بل إنها كانت في الماضي واحدة من أهم النبتات السحرية في العالم. ويقال ان من يأكلها يصاب بنشاط هستيري يدفعه إلى الركض بلا توقف. بل إن هناك من يقول أن من يأكلها سيموت. لكن بعض آخر يقول أن أكلها خضراء هو الضار، في حين أنها في وقت نضوجها طيبة ولا تضر. ويحدثنا ابن البيطار في الجامع لمفردات الأدوية والأغذية عن تأثير مخدر للنبتة وثمرته: (ولونه كالزعفران طيب الرائحة مع ثقل وتأكله الرعاة فيعرض لهم يسير سبات).
ويضيف عن مستحضره: (فإنه إذا شربه لم يحس بالألم للسبات العارض له). غير أن آخرين يقولون أن له تأثيرا مهلوسا.
ويدعى اللفاح، أو تدعى ثمرته، باسم اليبروح. يقول الزبيدي في تاج العروس:
(اللفاح: نبت يقطيني أصفر يشبه الباذنجان طيب الرائحة... وفي الصحاح: اللفاح هذا الذي يشم شبيه بالباذنجان إذا اصفر. واللفاح: ثمرة اليبروح).

وينقل عن اليهودي يوسيفوس طريقة أسطورية لقلع جذر اللفاح الذي يستخدم للعلاج، وهي كما يلي:
(ويمكن الحصول على الجذور بطريقة أخرى ومن دون التعرض للخطر، وهي كما يلي: يحفرون حولها حتى ينكشف جزء من الجذر، ثم يربط كلب به. بعد ذلك يجب أن يذهب من ربط الجذر بالكلب. وحين يحاول الكلب اللحاق به، يقتله الجذر بسهولة، لكن الكلب يموت فورا كبديل عن الرجل الذي قلع الجذر).
 من هنا فالكلب هو الوحيد الذي يستطيع أن ينزع الجذر.
 العصافير تحب بذور اللفاح، وهي تلتهمها غير عابئة بالأساطير عن الجنون الذي تخلفه.